سَــرَابٌ
قصيدة من ديوان سمراء قلبي
للشاعر الكبير الدكتور / عزت سراج
ومنها قوله :
ــــــ
أَرَاقَ دَمِي وَلا يَكْفِي غَزَالٌ شَارِدُ الطَّرْفِ
يَكَادُ سَنَا مُحَيَّاهُ يُضِئُ الْغَابَ فِي خَطْفِ
تَلَفَّتَ نَحْوَ سَاقِيَةٍٍ تُرَجِّعُ سَاحِرَ الْعَزْفِ
تُغَنِّي الْحَقْلَ حَانِيَةً وَتُرْضِعُ دَانِيَ الْقَطْفِ
عَنَاقِيدُ الْكُرُومِ لَهُ تَدَلَّتْ عَذْبَةَ الرَّشْفِ
وَيُفْزِعُهُ زَئِيرُ الأُسْدِ فِي رَعْدٍ وَفِي قَصْفِ
فَيصْحُو هَارِبَاً فَزِعَاً يلُفُّ يفِرُّ فِي خَوْفِ
يطَارِدُهُ صَهِيلُ الرِّيحِ مَذْعُورَاً إِلَى الْحَتْفِ
يلُمُّ يضُمُّ رِجْلَيْهِ إِلَى السَّاقَيْنِ فِي عُنْفِ
يدُقُّ فُؤَادُهُ هَلَعَاً مِنْ الإعْيَاءِ وَالرَّجْفِ
تَكَادُ النَّارُ تَحْرِقُُهُ مَعَ الإِسْرَاعِ وَاللَّفِ
تَدُورُ تَفُورُ كَالتَّنُّورِ فِي السِّيقَانِ وَالْجَوْفِ
يَقُومُ يُقَاوِمُ الإِعْياءَ لا يَقْوَى عَلَى الْوَقْفِ
وَقَدْ صَارَ الرَّبِيعُ الطَّلْقُ يَغْرَقُ فِي لَظَى الصَّيفِ
وَيَصْحُو الذُّعْرُ فِي الأَحْدَاقِ مِنْ زَحْفٍ إِلَى زَحْفِ
وَتُصْبِحُ بَهْجَةُ الأَغْصَانِ صِدْقَاً رَائِعَ الزَّيْفِ
كَأَنَّ حَيَاتَهَا مَوْتٌ فَظِيعٌ جَائِرُ الْخَسْفِ
صَحَارِي الرُّوحِ شَاسِعَةٌ تَطُوفُ بِلَيْلِهَا الْمَنْفِي
فَتَعْرِفُ أَنَّهَا تَفْنَى وَأَنَّ قَلِيلَـهـَا يكْــفِي
ــــــــــ
قصيدة من ديوان سمراء قلبي
للشاعر الكبير الدكتور / عزت سراج